{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)}{هذا} أي ما ذكر من السماوات والأرض وسائر الأمور المعدودة {خَلَقَ الله} أي مخلوقه {فَأَرُونِى} أي اعلموني وأخبروني، والفاء واقعة في جواب شرط مقدر أي إذا علمتم ذلك فأورني {مَاذَا خَلَقَ الذين مِن دُونِهِ} مما اتخذتموهم شركاء له سبحانه في العبادة حتى استحقوا به العبودية، و{مَاذَا} يجوز أن يكون اسمًا واحدًا استفهامًا ويكون مفعولًا لخلق مقدمًا لصدراته وأن يكون {مَا} وحدها اسم استفهام مبتدأ و{ذَا} اسم موصول خبرها وتكون الجملة معلقًا عنها سادة مسد المفعول الثاني لأروني، وأن يكون {مَاذَا} كله اسمًا موصولًا فقد استعمل كذلك على قلة على ما قال أبو حيان ويكون مفعولًا ثانيًا له والعائد محذوف في الوجهين وقوله تعالى: {بَلِ الظالمون فِى ضلال مُّبِينٍ} اضراب عن تبكيتهم بما ذكر إلى التسجيل عليهم بالضلال البين المستدعي للإعراض عن مخاطبتهم بالمقدمات المعقولة الحقة لاستحالة أن يفهموا منها شيئًا فيهتدوا به إلى العلم ببطلان ما هم عليه أو يتأثروا من الإلزام والتبكيت فينزجروا عنه، ووضع الظاهر موضع ضميرهم للدلالة على أنهم بإشراكهم واضعون للشيء في غير موضعه ومعتدون عن الحد وظالمون لأنفسهم بتعريضها للعذاب الخالد.